تقرير جديد لمنظمة العمل الدولية

أهمية تأمين فرص العمل لنجاح علاج فيروس نقص المناعة البشرية/الإيدز

دراسة جديدة صادرة عن منظمة العمل الدولية تبين ارتفاع احتمال المواظبة على علاج فيروس نقص المناعة البشرية بين العمال.

بيان صحفي | ٢٨ نوفمبر, ٢٠١٣
جنيف – يزيد احتمال مواظبة العمال المصابين بفيروس نقص المناعة البشرية على العلاج بنسبة 40 في المائة عن العاطلين عن العمل، وذلك حسب دراسة حديثة صادرة عن منظمة العمل الدولية بمناسبة اليوم العالمي للإيدز.

وتحلل الدراسة التي تحمل عنوان أثر الاستخدام على الالتزام بعلاج فيروس نقص المناعة البشرية نتائج 23 دراسة أجريت عن العلاقة بين العمل وعلاج فيروس نقص المناعة البشرية، حيث تغطي أكثر من 6500 مريض. وقد استُكملت بسلسلة مسوح ومقابلات هاتفية أجرتها منظمة العمل الدولية.

وتوصلت الدراسة إلى أدلة تفيد بأن العمال المصابين بفيروس نقص المناعة البشرية هم أكثر مواظبة على العلاج مقارنة بالعاطلين عن العمل. ويعود ذلك بشكل رئيسي إلى أن العامل يملك مصادر مالية منتظمة تسمح له بدفع تكاليف الخدمات الصحية، والأدوية، والدعم، فضلاً عن الحصول على ما يكفي من الطعام.

وتقول أليس أويدراوغو مديرة برنامج الإيدز في منظمة العمل الدولية: "على الرغم من ازدياد فرص الحصول على العلاج في السنوات الأخيرة، لا يزال ضمان التزام مرضى فيروس نقص المناعة البشرية به يشكل تحدياً رئيسياً. ويوضح التقرير بأن العمل ودور بيئة العمل بصورة عامة مسألتين حيويتين لتحقيق الهدف المتمثل في توفير العلاج لـِ 15 مليون مريض بفيروس نقص المناعة البشرية بحلول عام 2015".

أثر البطالة

يتضمن التقرير نتائج من بلدان منخفضة ومتوسطة ومرتفعة الدخل في أفريقيا وآسيا وأمريكا الشمالية، حيث وجد بأن البطالة، لاسيما في البلدان منخفضة ومتوسطة الدخل، تؤثر سلباً في قدرة الناس على تحمل تكاليف العلاج، ما قد يؤدي إلى الانقطاع عن العلاج، وانخفاض احتمال القضاء على الفيروس، وبالتالي فشل العلاج بصورة كاملة.

وقد تؤدي البطالة أيضاً إلى الاكتئاب وإلى تغييرات سلوكية وأوضاع تُعد من العوامل المؤدية إلى عدم الالتزام بالعلاج، بما في ذلك انخفاض مستوى الرعاية الذاتية وتعاطي المخدرات والتشرد. وقد يسفر ذلك الوضع في بعض الحالات عن الضلوع في أنشطة إجرامية تنتهي بالسجن.

كما تبين الدراسة ارتفاع احتمال حصول النساء على العلاج المضاد للفيروسات القهقرية في معظم أنحاء العالم، خاصةً في المناطق التي يرتفع فيها معدل انتشار فيروس نقص المناعة البشرية. وبالتالي، يكون الالتزام بالعلاج أقوى بصورة عامة لدى الإناث. لكن يبقى العمل عاملاً رئيساً يساعد الرجال في المواظبة على العلاج، لأنه يتيح لهم الحصول على أمن مالي وغذائي أفضل، وربما الخضوع للعلاج المضاد للفيروسات القهقرية في أماكن عملهم.

إن من شأن المرضى العاملين في الاقتصاد غير المنظم مواجهة مصاعب تعيقهم عن الاستمرار في العلاج. وتقول إحدى النساء المصابات بفيروس نقص المناعة البشرية اللواتي جرى استطلاع آرائهن أثناء الدراسة: "يقل احتمال التزام العاملين في القطاع غير المنظم أو في شركات صغيرة ومتوسطة ممن لا يحظون بضمان أو تأمين صحي بالعلاج المضاد للفيروسات القهقرية نظراً إلى حصولهم على أجور متدنية أو غير منتظمة".

ويخف أثر البطالة على الالتزام ببرنامج العلاج في بعض البلدان المتقدمة كالولايات المتحدة الأمريكية حيث يوجد شبكات أمان توفر لمرضى فيروس نقص المناعة البشرية منحة للإعاقة.

ومن ناحية أخرى، لا يكشف بعض العاملين عن مرضهم خوفاً من الوصمة المرتبطة بالإصابة ما يؤدي إلى تخلفهم عن برنامج العلاج، إضافة إلى أن البعض لا يلتزم بأخذ جرعات العلاج في مكان العمل خشية أن يراهم زملاؤهم في العمل.

ضمان حصول المزيد من المصابين على العلاج

يخضع في الوقت الراهن ما نسبته 34 في المائة فقط من بين ما يزيد عن 28 مليون مريض مؤهلين للحصول على العلاج في البلدان منخفضة ومتوسطة الدخل وفقاً لأحدث الأرقام الصادرة عن منظمة الصحة العالمية. كما تشير تقديرات برنامج الأمم المتحدة المشترك لفيروس نقص المناعة البشرية إلى أن نحو نصف مرضى الإيدز لا يعلمون أنهم مصابون، ولا يخضعون بالتالي لأي علاج.

وقد تضافرت جهود منظمة العمل الدولية وبرنامج الأمم المتحدة المشترك الخاص بفيروس نقص المناعة البشرية (الإيدز) بهدف زيادة عدد العمال الذين يدركون إصابتهم بالفيروس ويمكنهم الحصول على العلاج من خلال مبادرة المشورة والاختبار الطوعيين في مكان العمل.

وتهدف هذه الشراكة إلى فحص خمسة ملايين عامل وعاملة طواعية وسراً وتقديم المشورة لهم بحلول عام 2015، وتوفير الرعاية والعلاج والدعم لمن يثبت إصابته بالمرض.

وقد جرى إحراز تقدمٍ في هذا الشأن، إذ بدأ 1.6 مليون مريض بفيروس نقص المناعة البشرية بالخضوع للعلاج لأول مرة عام 2012، وهو أعلى رقمٍ يسجل على الإطلاق خلال عامٍ واحد.

مساعدة مرضى الإيدز في المواظبة على العلاج

يقدم التقرير عدداً محدداً من التوصيات لتحسين مدى الالتزام بجلسات العلاج المضاد للفيروسات القهقرية، ومنها:
  • تحديد أولوية الإجراءات التي تعزز الاستقلال الاقتصادي للأشخاص المصابين بفيروس نقص المناعة البشرية.
  • مضاعفة الجهود الوطنية الرامية إلى وضع سياسات جديدة لمكافحة التمييز، فضلاً عن تطبيق قوانين مكافحة التمييز في مكان العمل.
  • تقديم حوافز مباشرة للحث على الالتزام بالعلاج، بما في ذلك توزيع مواد غذائية وتقديم حوافز اقتصادية.
  • تمديد ساعات عمل المرافق الصحية التي تقدم العلاج لضمان حصول أكبر عدد ممكن من المرضى عليه.
  • اعتماد أصحاب العمل لتدابير تؤمّن المرونة للأشخاص المصابين بفيروس نقص المناعة البشرية الراغبين في تعديل ترتيبات عملهم. ويشمل ذلك منحهم إجازة لزيارة المرافق الصحية لتلقي العلاج والدعم لمساعدتهم في الالتزام بالعلاج.
  • تعزيز الحكومات للأنظمة الصحية، بما في ذلك تقديم التدريب للعاملين في مجال الصحة وتنفيذ تدابير للحفاظ عليهم وتحقيق الفائدة لهم من أجل ضمان استدامة تقديم العلاج.
  • التأكد من مراعاة برامج الحماية الاجتماعية لاحتياجات الاشخاص المصابين بفيروس نقص المناعة البشرية وتزويدهم بالدعم اللازم للمحافظة على العلاج.
لمزيد من المعلومات والتحدث إلى الخبير المختص، يرجى زيارة موقع قسم الإعلام الإقليمي في منظمة العمل الدولية communication@ilo.org أو الاتصال بالرقم 00410227997912