العمالة المهاجرة

التواصل حول قضايا العمال المهاجرين في الأردن: تدريب لكبار الصحفيين

اعترافًا بالدور المهم للصحفيين ووسائل الإعلام في تحسين التصور العام للعمال المهاجرين من خلال التقارير المتوازنة والقائمة على الأدلة حول هجرة اليد العاملة، عقد مشروع الهجرة العادلة الإقليمي في الأردن ندوة تدريبية افتراضية على مدار يومين حول التغطية الإعلامية حول قضايا الهجرة لـ 16 صحفيًا محترفًا وممثلًا عن الجمعيات الحقوقية الإنسانية في الأردن.

عبر التواصل الافتراضي من خلال برنامج Zoom، أدارت الندوة رانيا الصرايرة، وهي صحفية متخصصة في تغطية قضايا حقوق الإنسان، بمشاركة مجموعة واسعة من الصحفيين من مختلف وسائل الإعلام المحلية والقنوات الإخبارية. ركزت الندوة على أهمية دور وسائل الإعلام في تعزيز الفهم العام المتوازن للهجرة العاملة، واللغة الحقوقية وأسلوب التغطية الإعلامية الواجب إتباعه حول قضايا العمال المهاجرين.  

شهد اليوم الأول نقاشاً حول التقارير الأخلاقية حول قضايا الهجرة والدور المهم للصحفيين في سرد قصص العمال المهاجرين. كما ناقش الصحفيون أيضًا اللهجة واللغة المستخدمة في معالجة قضايا الهجرة في وسائل الإعلام المحلية والجهات الفاعلة الرئيسية المسؤولة عن تغيير أسلوب التقارير، فضلاً عن الحد من خطاب الكراهية والتمييز ضد العمال المهاجرين.

كما استندت الندوة الافتراضية إلى تجربة الصحفي المغربي صلاح الدين لميزي، الصحفي المغربي المستقل ورئيس الشبكة المغربية لصحفيي الهجرة (RMJM) ، في تغطية تقارير حول قضايا هجرة اليد العاملة في وسائل الإعلام المغربية والدولية.

في اليوم الثاني من التدريب، قام تشارلز عثمان، وهو مستشار مستقل شارك في دعم تطوير مجموعة أدوات وسائل الإعلام لمنظمة العمل الدولية بشأن العمل الجبري والتوظيف العادل، بالحديث حول الاقتراحات الخاصة بالأولويات الواجب إتباعها عند تغطية قضايا هجرة اليد العاملة، بما في ذلك حماية هوية العمال المهاجرين، والتحقق من صحة مصادر المعلومات، والحفاظ على نبرة متوازنة وتجنب الأساليب النمطية عند الحديث حول العمال المهاجرين.  

تحدث المشاركون عن التحديات التي يواجهها الصحفيون خلال تغطية قضايا الهجرة وحقوق الإنسان مثل صعوبة الوصول إلى المعلومة، وقاموا بطرح عدة اقتراحات عملية إضافة لمناقشة إعداد تقارير صحفية قائمة على الأدلة حول قضايا الهجرة.

أكدت رانيا الصرايرة، ميسرة الندوة، أن هذه الندوة الأولية أتاحت الفرصة لمناقشة المبادئ التوجيهية الأخلاقية في الصحافة على نطاق واسع في عصر رقمي سريع الخطى. كما أضافت ‘سيتم إحداث التغيير في وسائل الإعلام المحلية من خلال بناء قدرات الصحفيين في نظام إعلامي كفء يمكنهم من التحقيق وتطوير تقارير إعلامية موضوعية حول قضايا الهجرة وحقوق الإنسان’.

منى أبو حمور، الصحفية الاستقصائية في جريدة الغد وإحدى المشاركات في الندوة علقت قائلة " إن الجمع بين الصحفيين وممثلي جمعيات حقوق الإنسان في الأردن أثرى النقاشات كثيراً، أنا أعمل بشكل أساسي في قضايا حقوق الإنسان ولكن نادرًا ما أعمل على تغطية تقارير هجرة اليد العاملة. إن الإرشادات الخاصة بالتغطية الإعلامية لقضايا الهجرة ساعدتني لأفهم بشكل أفضل كيفية البحث والتطرق لقضايا العمال المهاجرين في المستقبل".  

اعتمد التدريب على الأنشطة السابقة لمشروع الهجرة العادلة الإقليمي ، بما في ذلك تطوير معجم عربي للمصطلحات المتعلقة بالهجرة وزيارات لغرف الأخبار وتدريب الصحفيين. في آذار 2021، نشرت منظمة العمل الدولية ورقة معلوماتية حول كيفية قيام وسائل الإعلام العربية في الأردن والكويت بتغطية قضايا العمال المهاجرين. استنادًا إلى بحث رصد وسائل الإعلام في عام 2019، فإن 91% من مقالات الرأي في الأردن كانت ذات لهجة سلبية عند الحديث حول العمال المهاجرين، في حين أن 9% من مقالات الرأي كانت محايدة، حيث تعارض هذه المقالات في الغالب العمالة المهاجرة إلى الأردن، وتسعى إلى التأثير على الرأي العام الأردني في القضايا المتعلقة بالتشريعات، والوصول إلى سوق العمل أو البطالة.