مئات الآلاف من العمال بحاجة لدعم عاجل في أعقاب الزلازال التي ضربت تركيا وسوريا

دمرت الزلازل الوظائف والأعمال التجارية لمئات الآلاف من الأشخاص في تركيا وسوريا، والعمال والمؤسسات بحاجة إلى المساعدة العاجلة لإعادة بناء سبل العيش ومنع تفشي الفقر والعمل غير المنظم والاستغلال.

بيان صحفي | ٢٨ مارس, ٢٠٢٣
Russell Watkins / FCDO ©
أنقرة ودمشق (أخبار م. ع. د) - فقد مئات الآلاف من العمال في تركيا وسوريا مصادر رزقهم بسبب الزلازل التي ضربت جنوب شرق تركيا الجنوبية الشرقية وشمال سوريا في شباط/فبراير. و في حال عدم توفير دعم عاجل ومخصص، فمن المتوقع أن يؤدي ذلك إلى زيادة الفقر والعمالة غير الرسمية وعمالة الأطفال، وفقًا لتقييمين جديدين صادرين عن منظمة العمل الدولية لتأثير الكارثة على سوق العمل.

وقال المدير العام لمنظمة العمل الدولية جلبيرت ف. هونجبو: "إن تعزيز التوظيف أمر أساسي للاستجابة الناجحة والشاملة لهذه الكارثة. لا يمكن للناس أن يبدأوا بإعادة بناء حياتهم إلا إذا أعادوا بناء سبل عيشهم. نحن مدينون للذين فقدوا الكثير جراء الزلازل وعلينا ضمان أن تكون مبادئ العدالة الاجتماعية والعمل اللائق جزءًا لا يتجزأ من عملية التعافي وإعادة الإعمار".

وتشير البيانات الأولية من تركيا إلى أن الزلزال ترك أكثر من 658 ألف عامل غير قادرين على كسب رزقهم. وتقول الحكومة إن أكثر من 150 ألف مكان عمل غير صالح للاستخدام. وتقدر منظمة العمل الدولية أن هؤلاء العمال المتضررين يواجهون خسائر في الدخل يزيد متوسطها عن 230 دولارًا أمريكيًا شهريًا لكل منهم طالما استمر الاضطراب. وبشكل عام، فإنه من المرجح أن تكون الأزمة قد أدت إلى انخفاض صافي دخل العمل بنحو 150 مليون دولار أمريكي شهريًا في المناطق المتضررة.

والمقاطعات المتضررة في تركيا هي موطن لأكثر من أربعة ملايين عامل، يعمل معظمهم في الزراعة أو التصنيع أو التجارة أو غيرها من الخدمات ذات القيمة المضافة المنخفضة. في ملاطية، يقدر أن 58.8 في المئة من ساعات العمل قد ضاعت، في حين أن الرقم في أديامان هو 48.1 في المئة وفي هاتاي أكثر من 45.2 في المئة.

وبالإضافة إلى الخسائر في الوظائف، يحذر تقييم منظمة العمل الدولية الخاص بتركيا من زيادة المخاطر على السلامة والصحة المهنيتين، فضلاً عن عمالة الأطفال.

ووجد التقييم المتعلق بسوريا، حيث أدت الحرب الأهلية التي استمرت 12 عامًا إلى خسائر فادحة في الاقتصاد وسوق العمل، أن حوالي 170 ألف عامل فقدوا وظائفهم نتيجة الزلازل. وقد أثر ذلك بشكل مباشر على حوالي 154 ألف أسرة وأكثر من 725 ألف شخص. كما تأثر حوالي 35 ألف شركة متناهية الصغر وصغيرة ومتوسطة الحجم. وقد أدى فقدان الوظائف المؤقت هذا إلى خسائر في إجمالي دخل العمل بما يعادل 5.7 مليون دولار أمريكي على الأقل شهريًا.

كانت المحافظات السورية الخمس الأكثر تضرراً - حلب وحماة وإدلب واللاذقية وطرطوس - موطناً لما يقدر بنحو 42.4 في المائة من إجمالي سكان البلاد. وشمل ذلك حوالي 7.1 مليون شخص في سن العمل (16 عاما أو أكثر)، منهم 2.7 مليون كانوا يعملون في وظائف رسمية وغير رسمية. وكان 22.8 في المئة من هؤلاء من النساء.

وفور وقوع الزلازل، تواصلت منظمة العمل الدولية مع السكان المتضررين لتغطية الاحتياجات الطارئة للعمال وأسرهم.

في تركيا، تخطط منظمة العمل الدولية وتنفذ مجموعة من التدخلات لدعم انتعاش سوق العمل والمؤسسات بالتعاون الوثيق مع السلطات الوطنية. وتشمل المبادرات المخطط لها البرامج الطارئة للمؤسسات والقائمة على العمالة، والعمل مع المؤسسات حتى تتمكن من توفير وظائف لائقة ومستدامة مع الحفاظ على استمرارية الأعمال. تساعد منظمة العمل الدولية أيضًا منظمات الأعمال والنقابات العمالية على العمل وتقديم الخدمات الحيوية لأعضائها. ستركز مبادرات مخصصة على العمال الزراعيين الموسميين والأطفال العاملين واللاجئين. علاوة على ذلك، سيتم تقديم الدعم للشركاء الاجتماعيين لضمان قدرتهم على الاستمرار في المشاركة في مبادرات التعافي وإعادة الإعمار بصفتهم جهات فاعلة رئيسية في الحوار الاجتماعي الوطني.

في سوريا، تعمل منظمة العمل الدولية على تحسين ممارسات السلامة والصحة المهنية من خلال سلسلة من الحملات التدريبية للمهندسين، إلى جانب الأعمال ذات العمالة المكثفة في الأحياء المتضررة في حلب. تقدم منظمة العمل الدولية أيضًا منحًا لشركائها الاجتماعيين لمساعدتهم على دعم العمال والشركات المتضررة، فضلاً عن تحسين ممارسات السلامة والصحة المهنية.

ويشدد التقريران على أن التقديرات هي أولية، وتشمل استقراء من بيانات ما قبل الزلزال وهي في طور التطور.