"اضطررت إلى ترك المدرسة في عمر 16 سنة، بسبب وضع عائلتي المادي،" قالت نثيبة هوشر، وهي متدربة لبنانية تبلغ من العمر 26 سنة، شاركت في برنامج التدريب القائم على الكفاية في التصنيع الغذائي، المنفّذ بالشراكة بين منظمة العمل الدولية ومؤسسة الصفدي. "بعد انتهائي من التدريب، تم توظيفي في تعاونية "خيرات"، وفتحت أيضًا مطبخي الخاص في عكار. أنا أديره الآن تمامًا كما تعلمنا أثناء التدريب؛ واركّز على تحضير الطعام المنزلي بطريقة تقليدية وأبيعه لاحقًا في السوبر ماركت." وأضافت "أصبحت أكسب رزقي منه وها أنا أعيل عائلتي أيضًا."

تصف هوشر تجربتها أثناء التدريب بأنها ناجحة وإيجابية على المستويين المهني والشخصي. "لقد اكتسبت الكثير من المعارف والخبرات الجديدة، إنه لأمرٌ مدهش كم تعلمت في فترة قصيرة من الزمن،" قالت نثيبة. كما وأكدت على أهمية الشهادات المعتمدة التي يحصل عليها المتدربون لأنها توفر المصداقية عند التقدم للوظائف.

تؤكّد هوشر أن هذا التدريب زوّدها بالمهارات التي تحتاجها للتوظيف في مجال التصنيع الغذائي، كما وأنّه أثّر بشكلٍ إيجابي على صحتها النفسية والإجتماعية، وأصبحت نتيجةً إلى ذلك أكثر استقلالية ولديها ثقة بنفسها. "أطمح أن أكون مدرّبة في يومٍ من الأيام، وأن أنقل كل المعرفة والخبرة اللتين تلقيتهما خلال هذا التدريب المهني والميداني إلى أناسٍ آخرين طموحين." تشجّع نثيبة الجميع على "عدم التوقف أمام المحن، والعمل على الذات، والانضمام إلى مثل هذه الدورات التدريبية، فالحياة لديها الكثير لتقدمه."

نثيبة هوشر هي واحدة من 100 متدرب سوري ولبناني استفادوا حتى الآن من التدريب على المهارات وخدمات ما بعد التدريب في إطار مشروع Skill-Up Lebanon ( المرحلة الثانية) - بالشراكة بين منظمة العمل الدولية والوكالة النرويجية للتعاون الإنمائي. يهدف المشروع إلى تحسين اكتساب المهارات حسب طلب سوق العمل، كما إلى زيادة فرص العمل التوظيف من خلال التدريب على المهارات إلى جانب التوجيه الوظيفي قبل التسجيل وخدمات الدعم بعد التدريب.