تدعم منظمة العمل الدولية النِّساءَ الريفيات في البصرة لتنمية مهاراتهنّ في قطاع التمور

بدعم من الاتحاد الأوروبي , يسعى برنامج تدريب بناء القدرات التابع لمنظمة العمل الدولية إلى تعزيز المهارات وريادة الأعمال و العمل اللائق في مجال الزراعة للنساء الريفيات في البصرة.

مقالة | ٠٧ مارس, ٢٠٢٢

قضاء أبو الخصيب، البصرة، العراق (أخبار منظمة العمل الدولية) آلاء عباس جاسم لدیها العديد من الذكريات الرائعة لقضاء بعض الوقت مع والدها في مزرعتهم في مدينة البصرة جنوبي العراق.

فلطالما أحبت الخريجة الجامعیة الشابة الطبيعة وهي تبدأ مشروعاً تجارياً صغيراً يبيع منتجات مصنوعة من دبس السكر والخل والتمر.

في حدیثها عن تلك الذکریات قالت الشابة العراقیة " لقد نشأت في مزرعة وعندما كنت طفلة كنت أرى كيف كان والدي يزرع الأرض وأحياناً کنت أساعده". وأضافت "عندما كبرت، ذهبت إلى الجامعة ولكني ما زلت أحب الطبيعة وأشجار النخيل".

غیر أنّ آلاء، مثل العديد من الشابات الأخريات المهتمات بتأسيس أو توسيع مشروع صغير، تحتاج إلى كل الدعم الذي يمكنها الحصول عليه؛ من تنمية المهارات في استخدام الآلات الزراعية الحديثة والسلامة والصحة المهنية، إلى اكتساب المعرفة في ريادة الأعمال وفي نهایة الأمر إقامة مشروع صغير.

وهي واحدة من أكثر من 30 امرأة أخرى شاركن في الآونة الأخیرة في برنامج تدريب لبناء القدرات لتعزيز المهارات وريادة الأعمال والعمل اللائق في مجال الزراعة. فالتدريب الذي تنظمه منظمة العمل الدولية (ILO)، وبدعم من الاتحاد الأوروبي (EU)، هو جزء من الجهود المبذولة لتعزيز تنمية مهارات العمال، وتشجيع مشاركة النِّساء في العمل الزراعي؛ وتحسين ظروف العمل من خلال تطبيق معايير العمل الدولية وتشريعات العمل الوطنية. هذا المشروع الذي تبلغ قيمته 3 ملايين يورو ، ومدته عامان، ممول من الاتحاد الأوروبي ، وتنفذه منظمة العمل الدولية.

تضمن البرنامج جلسات تعليم نظریة داخل الفصل وتدريباً عملياً على المزارع في منطقة أبو الخصيب في البصرة، المعروفة بأراضيها الخصبة ومزارع التمر.

وفي الحقل، تركزت الجلسات على استخدام الآلات الحديثة لتحسين جودة وكمية المنتجات الزراعية. وتضمنت جلسات عن الري والزراعة والتسميد وتخزين المنتجات وتعبئتها.

كما إنصبّ ترکیز البرنامج التدريبي على مهارات قيادة الأعمال والمبيعات والمواضيع المتعلقة بالتسويق. وفي هذا الصدد قالت آلاء بعد التدریب "من خلال الخبرة والمشورة من المدربين، تمكنّا من فهم كيفية تسويق منتجاتنا في المستقبل. فأنا لدي خبرة في مجال إنتاج التمور، ولكن ليس لدي خبرة في التسويق". ثم أردفت قائلة  "من المهم للنّساء أن ینشئن شركات صغيرة ویعتمدن على أنفسهن".

في حین أنّ السيدة إنتظار حسن عبد الباري، وهي المعيلة الوحيدة لأسرتها، والتي لديها مشروع صغير ناشئ في صنع الحلويات والمعجنات المصنوعة من منتجات التمر، صرحّت بأنّ معظم النّساء اللاتي قابلتهنّ في التدريب لديهنّ معرفة مسبقة في مجال الزراعة لكنهنّ يفتقرن إلى المعرفة التقنية اللازمة لإنجاح أعمالهن.

واستطردت إنتظار قائلة " لدينا جميعاً المعرفة والخبرة من خلال ما تعلمناه من آبائنا وأجدادنا ولكن ليس بطريقة علمية أو تقنية. ولكن من خلال هذا التدريب اكتسبنا المعرفة العلمية التي تكمل تجربتنا التي عایشناها".

وأضافت "لقد تعلمت كيفية التخطيط لمنتجاتي وتسويقها والإعلان عنها وكيفية الاعتماد على نفسي أكثر".

يهدف البرنامج على المدى الطويل، إلى استهداف مايقارب عدد 500 من النّساء الريفيات في أجزاء مختلفة من البلاد، وبالتحديد في البصرة ودهوك. وسيتم توفيرالمزيد من الدورات التدريبية للنّساء لتعزيز حصولهنّ علی فرص عمل لائقة وكذلك القیام بالعمل الحر من خلال إنشاء مشروعات تجارية صغيرة في الزراعة. وسيتم التوجيه و الارشاد من خلال برنامج المُضّي قدماً- GET Aheadالتابع لمنظمة العمل الدولية، وهو برنامج مراعي لاحتياجات المرأة يهدف إلى تعزيز تنمية المشاريع بين النساء تحت وطأة الفقر اللاتي يرغبن في بدء أعمال صغيرة أو منخرطات مسبقاً في الأعمال التجارية الصغيرة.

ونظراً لتعلق الأمر بمنظمة العمل الدولية، والذي يمثّل أحد الجوانب الرئيسية لتداخلاتها على مستوى المزارع في معالجة بعض تحديات السلامة والصحة المهنية في تلك المزارع، وخاصة بالنسبة للعاملات. وعلیه، فإنّ التدريب الذي إستغرق أسبوعاً واحداً بمشارکة أکثر من ثلاثين ممثلاً عن القطاع الزراعي في البصرة، بمن فیهم المزارعين وعمال المزارع ومتخصصي السلامة والصحة المهنية واختصاصيين النوع الاجتماعي وأعضاء النقابات الزراعية ومفتشي العمل، وذلك للبحث في بعض قضايا السلامة والصحة المهنية الرئيسية التي تواجه القطاع وطرق معالجتها.

وحول هذا التدریب قال المشارك من الاتحاد العام لنقابات عمال البصرة السيد عماد سعدون يعقوب "تعتبر جلسات السلامة والصحة المهنية بالغة الأهمية لأنّها أولاً وقبل كل شيء تحمي العمال وأصحاب المزارع، وفي نفس الوقت تسهل عملية الإنتاج وتعزّز الإنتاج من خلال تزويد المزارعين بالمهارات المتعلقة بالسلامة والصحة".

من جانبها تقول السيدة وهبية زرار أسعد، وهي محامية ومتخصصة في النوع الاجتماعي التي قدّمت جلسة حول القضايا المتعلقة بالنوع الاجتماعي، إنّ التحدي الحقيقي يكمن في ضمان حصول عدد متزايد من النّساء الريفيات على مثل هذه التدريبات والخدمات الأخرى، والتي حسبما تقول إنهنّ یفتقرن إليها في كثير من الأحيان. وقد رحبّت وهبية بمبادرة منظمة العمل الدولية قائلة إنّها وصلت إلى صمیم المجتمعات حيث تشعر النّساء فیها في الغالب بعدم المواكبة مع ركب التطور.

وأردفت قائلة "خلال الجلسات، ناقشنا العديد من التحديات التي تواجه النّساء الريفيات بسبب كونهنّ بعيدات عن المناطق الحضرية وبعيدات عن الخدمات التي یحتاجنها". وأضافت "إذا لم تشعر النساء والأمهات بالأمان ولا يشعرن بأنّ حقوقهنّ مصونة ، فسيكون لذلك تأثير دائم على الأجيال القادمة".

" إنّ هذا المشروع لهو بداية حل لمشكلة كبيرة في العراق".
***

يتم تنفيذ تداخلات منظمة العمل الدولية في المزارع في البصرة في إطار مشروع يدعمه الاتحاد الأوروبي ويسعى إلى تعزيز الحوكمة والتفتيش وظروف العمل  في ظل مواجهة جائحة فیروس کورونا المستجد (کوفید-19). ويتم تنفيذها بالاشتراك مع منظمة مساعدات التنمية السويدية (SWEDO) ومنظمة السلام والحرية (PFO).


للمزيد من المعلومات یرجی الاتصال بـ:
نسرين بطحيش
مستشارة اتصالات
bathish@iloguest.org