المساواة بين الجنسين

ما أسباب الفجوة بين الجنسين في سوق العمل؟

على الرغم من التقدم الكبير الذي أحرز على طريق المساواة بين الجنسين في عالم العمل، ثمة عوامل تمنع تسريع هذه العملية.

تعليق | ٠١ أغسطس, ٢٠١٧

وتعد الفوارق بين الجنسين من أكثر التحديات إلحاحاً في عالم العمل اليوم. ففي جميع أنحاء العالم، تقل نسبة مشاركة النساء في سوق العمل عن مشاركة الرجال. وحتى بعد الانضمام إلى القوى العاملة، تبقى فرصهن في إيجاد عمل أقل من فرص الرجال. وفعلياً، لا تزال فرص حصولهن على وظائف جيدة مقيدة. وعموما، فإن النساء أكثر عرضة للعمل ساعات أطول من الرجال في كل من العمل المأجور والعمل غير مدفوع الأجر. وعندما يعملن في وظائف مدفوعة الأجر، يكون متوسط ساعات العمل مقابل أجر أو ربح أقل، إما لأنهن يخترن الدوام الجزئي أو لأن الدوام الجزئي هو الخيار الوحيد المتاح لهن.

وتستمر هذه الفجوات بين الجنسين رغم تفضيل معظم النساء في جميع أنحاء العالم العمل في وظائف مدفوعة الأجر، مما يؤكد على أن خياراتهن مقيدة بعدد من العوامل.

وباستخدام بيانات مستمدة من دراسة مشتركة بين منظمة العمل الدولية ومؤسسة غالوب لعام 2016، يقيم تقرير "التوظيف في العالم والآفاق الاجتماعية - اتجاهات المرأة لعام 2017" مدى تأثير التفضيلات الشخصية والقيود الاجتماعية والاقتصادية ومواءمة أدوار المرأة والرجل على سد الفجوات بين الجنسين في سوق العمل. وخلص تحليل أجراه اقتصاديو منظمة العمل الدولية وشمل 142 بلدا وإقليما، إلى ما يلي:
  • إن وجود زوج أو شريك يقلل من احتمال مشاركة المرأة في سوق العمل في البلدان الناشئة والمتقدمة والدول العربية وبلدان شمال أفريقيا. ولكن الأثر معكوس في البلدان النامية: فالشراكة/الزواج يترك أثراً إيجابياً على مشاركة النساء (3.3 نقطة مئوية). وتسلط النتيجة الأخيرة الضوء على الضرورة الاقتصادية للعمل في البلدان النامية، على الرغم من وضعية الشراكة.
  • فاحتمال مشاركة النساء، اللواتي يعانين من فقر مدقع، أعلى بصرف النظر عن معايير النوع الاجتماعي. وفي البلدان النامية، تزيد احتمالات مشاركتهن في قوة العمل بنسبة 7.8 في المائة؛ وفي البلدان الناشئة، بنسبة 6.4 في المائة؛ أما في الدول العربية وبلدان شمال أفريقيا حيث الفجوة في معدلات المشاركة هي الأعلى فإن الاحتمال يزداد أكثر ليصل إلى 12.9 في المائة.
  • وعلى الصعيد العالمي، يؤثر عدم توفر رعاية ميسورة التكلفة للأطفال أو أفراد الأسرة تأثيراً سلبياً على مشاركة النساء.
  • ففي الدول العربية وبلدان شمال أفريقيا، يقلل ذلك من احتمال المشاركة بمقدار 6.2 نقطة مئوية؛ وفي البلدان النامية بمقدار 4.8 نقاط مئوية؛ وفي البلدان المتقدمة بمقدار 4.0 نقاط مئوية. وبالمقابل يترك وجود أطفال أثراً سلبياً ضئيلاً على المشاركة لكنه ليس كبيرا؛ وفي الواقع، يكون له أثر إيجابي بسيط في البلدان النامية (0.7 نقطة مئوية).
  • وتشكل محدودية الوصول إلى وسائل نقل مأمونة أكبر تحد يواجه مشاركة النساء في البلدان النامية، مما يقلل من احتمال مشاركتهن بمقدار 15.5 نقطة مئوية.
  • وتمثل الأديان نظاماً معقداً من القيم يمتد تأثيره إلى أدوار الجنسين. ففي البلدان النامية، يؤثر الدين تأثيراً كبيراً باستمرار على احتمال المشاركة، وهو مؤشر بديل على زيادة تقييد المواءمة بين أدوار الجنسين. أما في البلدان المتقدمة والناشئة، فإن النتائج مختلطة: ففي بعض الحالات يكون التأثير إيجابياً، وفي بعضها الآخر سلبياً.
وينصح باتباع نهج شامل في التصدي لهذه التحديات الكثيرة من أجل أن تبلغ النساء مرتبة التمكين الاقتصادي الكامل.

انظر الجدول أدناه للاطلاع على نتائج مختلف المناطق.