خطة تصدي منظمة العمل الدولية لأزمة غزة

مهاراتٌ جديدة وآفاقٌ أكثر إشراقاً لصيادي غزة

دورةٌ تدريبية لمنظمة العمل الدولية تمنح كوكبةً من صيادي غزة الشباب المحاصرين جراء القيود الشديدة على الحركة والتجارة فرصةً لاكتساب مهاراتٍ جديدة وزيادة فرصهم في الحصول على عمل.

مقالة تحليلية | ١٨ أغسطس, ٢٠١٥
غزة (أخبار م.ع.د) – يطور ثلاثون صياداً شاباً عاطلاً عن العمل من قطاع غزة مهاراتهم الفنية في الصيد ويحسنون فرصهم في الحصول على عملٍ مستقبلي من خلال دورةٍ تدريبية عملية وتوجيهية تعقدها منظمة العمل الدولية بهدف دعم قطاع الثروة السمكية الحيوي في قطاع غزة.

وقد أنهى هؤلاء الصيادون مؤخراً المرحلة الأولى من الدورة التي تأتي في إطار برنامجٍ لبناء القدرات بعنوان "تنمية المهارات وتعزيز قابلية التوظيف في قطاع صيد الأسماك" تنفِّذه منظمة العمل الدولية بالاشتراك مع النقابة العامة لعمال الصيد البحري في غزة.

ويسعى البرنامج إلى التخفيف من حدة الفقر واستعادة سبل العيش بالنسبة لأضعف الصيادين في قطاع غزة الساحلي. وهو يستهدف الصيادين وأصحاب القوارب الأكثر تضرراً من العملية العسكرية الإسرائيلية في غزة صيف عام 2014.

وتضمنت المرحلة الأولى من الدورة 100 ساعة من الدروس التي ألقاها مدرِّبون من مركز التدريب في غزة التابع لوكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا)،حيث درَّب صيادين عاطلين عن العمل على صيانة وإصلاح محركات القوارب وشبكات الكهرباء وصيانة مولدات الكهرباء على الشاطئ.

وقد باشر الصيادون الشباب الآن المرحلة الثانية من الدورة، وهي فترةٌ تدريبية عملية مأجورة تستمر ثلاثة أشهر. ويُطبِّق المتدربون أثناء هذه المرحلة مهاراتهم التي اكتسبوها حديثاً في إصلاح سفن عشرين من أصحاب قوارب الصيد والتي تضررت أثناء العملية العسكرية عام 2014.

وكانت منظمة العمل الدولية قد منحت كل متدربٍ أثناء حفل التخرج في نهاية المرحلة الأولى عدةً مكوَّنة من الأدوات الأساسية الضرورية لإصلاح القوارب وصيانتها.

وقال مروان ندى أحد الخريجين خلال كلمةٍ ألقاها في الحفل الذي حضره ممثلون من منظمة العمل الدولية ووزارة الزراعة الفلسطينية والنقابة العامة لعمال الصيد البحري ومنظمة الأونروا: "أتوجه بالشكر إلى منظمة العمل الدولية على منحي هذه الفرصة لتحسين مهاراتي وتعزيز فرصي في الحصول على عمل. لقد حصلتُ من خلال هذا التدريب على معارف ومهارات جديدة يمكنني الآن أن استخدمها في الحياة العملية".

وينفِّذ البرنامج أيضاً مشروعاً يستهدف 100 صياد يعمل في غزة لتدريبهم على تدابير الصحة والسلامة المهنية والتعامل الآمن مع الأسماك. وهذا البرنامج جزءٌ من مشروعٍ أكبر تنفِّذه منظمة العمل الدولية في غزة تحت عنوان "دعم سبل معيشة صيادي السمك وأسرهم في قطاع غزة" والذي يعزِّز بدوره خطة تصدي منظمة العمل الدولية الطارئة للأزمة في قطاع غزة.

وقد أحدثت العملية العسكرية الإسرائيلية التي جرت في شهري تموز/يوليو وآب/أغسطس 2014 ضرراً ودماراً غير مسبوقين في البنية التحتية الاجتماعية والاقتصادية لغزة منذ احتلال إسرائيل للقطاع عام 1967. وكانت إسرائيل قد انسحبت من القطاع عام 2005، بيد أنها تواصل سيطرتها على معظم حدوده البرية والبحرية والجوية وتفرض قيوداً صارمة على حركة الناس والبضائع من وإلى القطاع. كما تسيطر مصر على الحدود مع جنوب غزة وتفرض قيوداً مماثلة على سكانها وتجارتها.

ويضطلع قطاع الثروة السمكية بدورٍ رئيسي في توفير الأمن الغذائي وتوليد الدخل وخلق فرص عملٍ في القطاع. وتعتمد زهاء 4500 أسرة غزاوية على هذا القطاع اعتماداً مباشراً. وهي تتضمن أسر الصيادين، والميكانيكيين، والكهربائيين، وتجار معدات الصيد، وصانعي القوارب، وتجار السمك بالتجزئة، وموزعيه.

ويُعتبر الصيادون من بين أكثر الفئات تضرراً جراء انعدام الأمن الغذائي في غزة. فقد أدت القيود المتزايدة على مر السنين على حركتهم وانخفاض مساحات مناطق الصيد إلى ارتفاعٍ حاد في تكاليف الصيد وفقدان الدخل، ما عرض سبل عيش الصيادين للخطر وتركهم لمواجهة صعوباتٍ مالية شديدة.