مساعدة العمال الأجانب
مركز العمال في الأردن يصبح شريان حياة ضروري للعمال المهاجرين
في أقل من عام واحد أصبح مركز الحسن في المنطقة الصناعية في الأردن نموذجاً لخدمة العمال المهاجرين.
![]() |
مالالا |
وكغيرها من عمال الملابس، ترتاد ملالا مركز العمال في مدينة الحسن الصناعية في نهاية الأسبوع. ويقدم المركز، وهو الأول من نوعه في البلاد، خدماته لعمال قطاع الملابس الذي بلغت قيمة صادراته 1.3 مليار دولار عام 2013 أي 18% من إجمالي الصادرات.
تقول ملالا: "آتي إلى هنا كل يوم جمعة كي أرقص، وأستخدم الإنترنت، وأتحدث إلى عائلتي في وطني".
صالة رياضية جديدة كلياً
![]() |
إنديكا براسانا |
وإلى جانب إنديكا، كان باروشا كومار وهو حارس أمن هندي في السابعة والعشرين من العمر يرفع الأوزان. وهو يقول إنه يتدرب ليصبح جسمه لائقاً قبل عرسه في تشرين الثاني/نوفمبر. "قبل افتتاح الصالة الرياضية كنت أتدرب في مهجعي الذي كان مكتظاً للغاية ويفتقر إلى المعدات الملائمة".
![]() |
بوراوش كومار |
ويعمل نحو 16 ألف عامل من إجمالي عمال مدينة الحسن الذين يبلغ عددهم 25 ألفاً في مصانع للألبسة. وقرابة 80 في المائة من هؤلاء عمال مهاجرون من جنوب آسيا، لاسيما الهند وسري لانكا وبنغلادش. ومدينة الحسن واحدة من 14 مدينة صناعية للتجارة الحرة تتصف بأنها منطقة صناعية مؤهَّلة.
خدمات للجميع
![]() |
ويحصل المركز على دعم أيضاً من الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية، وشركة المدن الصناعية الأردنية، وغرفة صناعة إربد، والنقابة العامة للعاملين في صناعة الغزل والنسيج والألبسة، والجمعية الأردنية لمُصدّري الألبسة والإكسسوارات والمنسوجات. وقد انضمت إلى المشروع مصانع ألبسة محلية وعدة ماركات عالمية للألبسة تعمل في الأردن.
وتقول إميلي هيلتون مسؤولة الاتصال في المركز: "هؤلاء العمال بعيدون عن أوطانهم. وقد بدأ المركز في إحداث علامة فارقة كبيرة في حياتهم من خلال تأمين مكان لهم للاستجمام، أوتحسين مهاراتهم، أو طلب المساعدة".
![]() |
ويفتح المركز أبوابه مساءً فقط خمسة أيام في الأسبوع وأيضاً طوال يوم الجمعة. ويرتاده عمال من جنسيات عدة للعب الكريكت، وممارسة اليوغا، واستخدام الإنترنت، ومشاهدة العروض الفنية، والاحتفال بالمناسبات الوطنية والدينية.
والمركز بسيط في تصميمه لكنه مجهز تجهيزاً كاملاً ويعمل بكامل طاقته. وهو يضم، إضافة إلى غرفة الحاسوب وصالة الألعاب الرياضية، كافيتريا، ومرافق رياضية في الهواء الطلق، وفصولاً دراسية تقدم دورات في القيادة النسائية، واللغة الإنكليزية، وتعلّم الحاسوب. كما يقدم استشارات قانونية ودعماً نقابياً لآلاف العاملين في المدينة الصناعية.
استمرار العمل اللائق
قبل بضع سنوات، كان كثير من الخدمات والتسهيلات المتاحة الآن في المركز غير موجود أو كان مُكْلفاً للعاملين. أما اليوم، فثمة خطط لإعطاء العاملين دوراً فاعلاً في إدارة المركز بغية منحهم شعوراً بملكيته وضمان استمراره على المدى الطويل.يقول فيل فيشمان مدير البرامج في برنامج عمل أفضل/الأردن: "صحيح أن برنامج عمل أفضل/الأردن ساعد في إنشاء مركز العمال، لكن نجاح هذا المركز في المدى البعيد يعتمد على اقتناع العمال بأنه مركزهم. وقد حقق المركز حتى الآن بداية طيبة في هذا الصدد".
وقد أُعدت خطةُ استدامةٍ لجعل المركز، الذي صُمم في الأصل كمشروعٍ تجريبيٍ، مكتفياً ذاتياً خلال العامين المقبلين. ويأمل برنامج عمل أفضل/الأردن بأن يتمكن المركز قريباً من دعم نفسه مالياً من خلال اشتراكات العمال وتبرعات الأطراف المعنية في قطاع الملابس، بما في ذلك المصانع المحلية والماركات العالمية.
وإذا نجح المركز، فثمة خطط لتعميم تجربته على جميع أنحاء البلاد.